بقرار رسمي.. السعودية محرمة على ميسي وكواليس جديدة في مصير رونالدو

كشف عبد الله حماد، الرئيس التنفيذي لأكاديمية "مهد" المتخصصة في تطوير المواهب الرياضية في المملكة العربية السعودية، عن تفاصيل غير مسبوقة تتعلق برفض انضمام النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى دوري روشن السعودي خلال صيف العام الماضي، موضح أن القرار لم يكن نابع من الجانب المالي أو الفني فقط، بل من قناعة واضحة بأن الدوري السعودي يجب أن يكون مشروعاً طويل الأمد، لا محطة مؤقتة لأي لاعب مهما كان اسمه.

السعودية محرمة على ميسي وكواليس جديدة في مصير رونالدو

وأوضح حماد أن فكرة ضم ميسي لم تكن جديدة، فقد جرى التفكير في إشراكه ضمن برامج الأكاديمية في مراحل الفئات السنية، وذلك قبل فترة من بدء المفاوضات الرسمية أو الحديث عن أي انتقال محتمل.

لكن مع مرور الوقت، وتزامن مع تنظيم كأس العالم للأندية 2025 في مدينة ميامي الأميركية، ظهرت رغبة جادة في أن يكون ميسي جزء من تجربة الدوري السعودي، استعداد لنهائيات كأس العالم 2026.

عرض ميسي المؤقت ورفض سعودي واضح

يروي حماد أن اللاعب الأرجنتيني تواصل بالفعل مع الجهات المعنية في المملكة لبحث إمكانية الانضمام المؤقت إلى دوري روشن خلال فترة التوقف الطويلة في الدوري الأميركي الممتدة لأربعة أشهر، في سيناريو شبيه بتجربة النجم الإنجليزي السابق ديفيد بيكهام عندما لعب معاراً لميلان الإيطالي أثناء فترة توقف الدوري الأميركي آنذاك.

لكن الموقف السعودي كان حاسم، فبعد دراسة الطلب ورفعه إلى وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، جاء الرد بالرفض.

وأوضح الوزير أن الدوري السعودي لا يجب أن يعامل كمحطة استعدادية لكأس العالم، بل كمنافسة حقيقية تسعى لبناء منظومة احترافية راسخة ومستدامة، وهو ما عكس التزام المملكة برؤية رياضية جديدة تقوم على التخطيط وليس المجاملة أو العواطف.

شروط ميسي وخياراته الشخصية

تحدث حماد كذلك عن تفاصيل المفاوضات التي جرت في صيف 2023 بعد نهاية عقد ميسي مع باريس سان جيرمان، مشير إلى أن النجم الأرجنتيني كان يضع مجموعة من الشروط الخاصة للموافقة على أي انتقال جديد.

من بين أبرز هذه الشروط، رغبته في أن يرافقه عدد من أصدقائه المقربين داخل الفريق الجديد، وهو ما لم يكن متاح ضمن خطط الأندية السعودية.

لذلك، اختار ميسي الانتقال إلى نادي إنتر ميامي الأميركي، الذي سارع لاحقا إلى تلبية رغباته عبر التعاقد مع لاعبين شكلوا جزء من مسيرته المميزة في برشلونة والمنتخب الأرجنتيني، مثل لويس سواريز، وسيرجيو بوسكيتس، وجوردي ألبا، بالإضافة إلى رودريغو دي بول وأوسكار أوستاري.

رونالدو والبداية الفعلية للتحول في الدوري السعودي

وفي المقابل، تناول حماد تجربة مختلفة تماما تتعلق بالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي انضم إلى نادي النصر في يناير 2023 بعد فسخ عقده مع مانشستر يونايتد.

وأشار إلى أن قصة رونالدو كانت قائمة على التحدي والإصرار، إذ رأى اللاعب في الانتقال إلى السعودية فرصة لدخول تجربة جديدة في قارة مختلفة، والمساهمة في مشروع طموح لتحويل الدوري السعودي إلى أحد أقوى الدوريات في العالم.

وكشف حماد أن أول تواصل جاد مع رونالدو حدث خلال افتتاح كأس العالم في قطر عام 2022، حيث بدأت النقاشات الأولى بين الجانبين.

ومع مرور الوقت، اتضح أن النجم البرتغالي كان جاد تماما في رغبته بالانتقال، خصوصا بعد أن ساءت علاقته مع ناديه الإنجليزي.

عندها تم التواصل المباشر بينه وبين الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، الذي أكد أن الصفقة لن تُنجز إلا إذا كانت الجدية متبادلة بنسبة 100%.

وبالفعل، أظهر رونالدو التزام كامل، مما أدى إلى إتمام الصفقة التاريخية التي غيرت وجه الكرة السعودية.

صفقة للتاريخ وبداية ثورة في كرة القدم السعودية

أوضح حماد أن ما حدث بعد انضمام رونالدو تجاوز كل التوقعات. فسرعة الإجراءات الحكومية والدعم اللامحدود من وزارة الرياضة جعلت الصفقة مثال على كيفية إدارة التحولات الكبرى باحترافية عالية.

بعد إعلان انتقال النجم البرتغالي إلى النصر، بدأ الدوري السعودي مرحلة جديدة من التطور الرياضي والتسويقي، إذ ارتفعت قيمته العالمية بشكل ملحوظ، وأصبح مقصد للعديد من نجوم الكرة العالمية.

موجة تعاقدات غير مسبوقة

توسعت الأندية السعودية بعد صفقة رونالدو في استقطاب أبرز الأسماء العالمية، فقد عزز نادي النصر صفوفه بلاعبين من الطراز الرفيع مثل ساديو ماني، كينجسلي كومان، إينيغو مارتينيز، جواو فيليكس، مارسيلو بروزوفيتش، وإيميريك لابورت.

أما نادي الاتحاد، فاستقطب أسماء لامعة مثل فابينيو، نجولو كانتي، كريم بنزيما، دانيلو بيريرا، حسام عوار، موسى ديابي، وستيفن بيرجوين.

وفي المقابل، كان الأهلي حاضر بقوة من خلال التعاقد مع رياض محرز، فرانك كيسييه، روجر إيبانيز، آلان سانت ماكسيمان، وروبرتو فيرمينو، إلى جانب جابري فيغا.

أما الهلال، فقد تصدر المشهد بإبرام مجموعة من الصفقات العالمية التي شملت ياسين بونو، كاليدو كوليبالي، جواو كانسيلو، ثيو هيرنانديز، رينان لودي، روبن نيفيز، سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، مالكوم، ألكسندر ميتروفيتش، داروين نونيز، وأخيرا البرازيلي نيمار.

مرحلة جديدة في تاريخ كرة القدم السعودية

ما بين رفض استقدام ميسي بشكل مؤقت، والتعاقد التاريخي مع كريستيانو رونالدو، رسمت السعودية ملامح مرحلة جديدة في مسيرتها الرياضية.

رؤية تهدف إلى بناء دوري قوي ومستقل، لا يعتمد على الأسماء المؤقتة بل على مشروع متكامل يعزز من حضور المملكة في المشهد الرياضي العالمي.

تلك المرحلة ليست مجرد سباق تعاقدات، بل جزء من استراتيجية وطنية شاملة تسعى إلى جعل كرة القدم السعودية نموذج للتميز والاستدامة في العالم العربي والعالمي على حد سواء.