كيف يحولك الفقع الى ثري في السعودية خلال 6 شهور؟

في هذه الأيام، يتوافد سكان منطقة الجوف إلى البراري الواسعة بحث عن الكمأ المعروف محليًا باسم "الفقع"، تلك الثمرة البرية التي تنمو في عمق الأرض وتظهر بعد موسم الأمطار في فترة الوسم.

كيف يحولك الفقع الى ثري في السعودية

هذه الرحلة ليست مجرد هواية ممتعة أو نشاط ترفيهي، بل تعد إرث ثقافي ومصدر دخل موسمي يجذب عشاق الطبيعة والتجارة على حد سواء.

هواية وعشق لاستخراج الفقع: بين المغامرة والاستفادة

جمع الكمأ ليس مجرد عملية تقليدية، بل هو مغامرة في البراري تتطلب معرفة بالمناطق المناسبة للبحث، هذا النشاط الذي يجمع بين الترفيه والعمل يشكل وسيلة للاسترخاء ومصدر لتحقيق الأرباح.

في منطقة الجوف، يتحول موسم الفقع إلى مهرجان غير رسمي، حيث تجتمع العائلات والشباب في رحلات جماعية لاستكشاف الأرض المحيطة بنبات "الرقروق"، الذي يعد البيئة المثالية لنمو الكمأ.

سوق الفقع: حركة تجارية نشطة تجذب الجميع

في مدينة سكاكا ومنطقة الجوف، تنتعش الأسواق والمواقع الموسمية المخصصة لبيع الكمأ، حيث يتجمع البائعون والمشترون في أجواء حيوية.

الأنواع المعروضة من الفقع تتنوع بين الأبيض المعروف باسم "الزبيدي"، والأحمر المسمى بـ"الخلاسي"، ولكل منها نكهته المميزة وقيمته الخاصة.

أسعار الكمأ تختلف حسب النوع والكمية، حيث تتراوح أسعار العبوات من 150 إلى 450 ريالًا، ما يجعله سلعة ذات قيمة اقتصادية عالية لمحبي الفقع.

فوائد صحية مذهلة: الفقع كنز غذائي طبيعي

لم يقتصر اهتمام الناس بالفقع على مذاقه الفريد فقط، بل أصبح موضوع بارز بسبب فوائده الغذائية، وفقًا للهيئة العامة للغذاء والدواء، يفضل استهلاك الفقع خلال عشرة أيام من استخراجه، مع ضرورة تنظيفه جيد وإزالة أي أجزاء سوداء اللون لضمان سلامة تناوله.

يحتوي الفقع على مستويات عالية من مضادات الأكسدة، وجميع الأحماض الأمينية الأساسية، فضلًا عن غناه بالبروتينات والدهون والألياف الغذائية والفوسفور، مما يجعله خيار صحي ومفيد.

نصائح للعناية بالفقع: من الاستخراج إلى الطهي

للحفاظ على جودة الفقع ونكهته، ينصح بسلقه أو تجميده في حالة الرغبة بتخزينه لفترات طويلة.

وعند الطهي، يفضل تنظيفه تحت الماء الجاري لتخليصه من التربة وتجفيفه جيد قبل الاستخدام، بفضل قوامه وطعمه المميز، يعتبر الفقع إضافة مثالية للعديد من الأطباق، حيث يمنحها نكهة فريدة تضفي عليها لمسة من التميز.

الفقع والتراث: رابط بين الأجيال وروح التقاليد

الفقع ليس مجرد نبات موسمي، بل يمثل جزء من تراث منطقة الجوف والمملكة بأكملها. رحلة البحث عنه تجسد ارتباط الإنسان بالطبيعة وفهمه لمواسمها وهباتها.

وبين الأسواق التي تفيض بالحياة والمناطق البرية التي تشهد رحلات استكشافية، يبقى موسم الفقع مناسبة تجمع بين الاحتفاء بالطبيعة والاستفادة منها بشكل مستدام.

موسم الفقع احتفال بالجمال الطبيعي والفرص الاقتصادية

إن موسم الفقع في منطقة الجوف ليس مجرد فترة زمنية عابرة، بل هو احتفال بجمال الطبيعة وروح المغامرة، وفرصة اقتصادية للشباب الطموحين.

سواء كنت من عشاق الترحال في البراري أو الباحثين عن فرص استثمارية موسمية، يظل الفقع أيقونة تجمع بين النكهة، الفائدة، والمتعة التي لا تُنسى.