خبير مناخ يكشف سبب تأخر دخول البرد في السعودية لهذا العام

خبير مناخ يكشف سبب تأخر دخول البرد في السعودية لهذا العام
  • آخر تحديث

كشف خبير الأرصاد والمناخ الكويتي عيسى رمضان عن السبب العلمي وراء تأخر دخول موجات البرد في المملكة العربية السعودية هذا العام، مشير إلى أن ما يعرف بـ"ظاهرة زحف الفصول" باتت تؤثر بشكل واضح على أنماط الطقس في منطقة شبه الجزيرة العربية.

خبير مناخ يكشف سبب تأخر دخول البرد في السعودية لهذا العام

وأوضح أن هذا التأخر في انخفاض درجات الحرارة لا يعني غياب الشتاء تماما، وإنما يعكس تغير في مواعيد الفصول نتيجة التغيرات المناخية العالمية التي تشهدها الأرض منذ سنوات.

الشتاء يتأخر والحرارة فوق معدلاتها المعتادة

وأشار رمضان إلى أن درجات الحرارة الحالية في معظم مناطق المملكة لا تزال أعلى من معدلاتها المعتادة في مثل هذا الوقت من العام، خصوصا في المناطق الوسطى والشرقية والغربية، حيث ما زالت الأجواء تميل إلى الدفء في النهار مع برودة محدودة في الليل.

وأكد أن التوقعات تشير إلى استمرار هذه الحالة لبضعة أسابيع أخرى قبل أن تبدأ موجات البرد الفعلية بالوصول تدريجيا من شمال المملكة نحو وسطها وجنوبها.

وأضاف أن ما يعرف بـ"زحف الفصول" هو مصطلح يستخدمه علماء المناخ لوصف تأخر أو تقدم بداية الفصول المناخية بسبب تغيرات في توازن الغلاف الجوي والبحار، إذ أصبح الصيف يمتد لفترة أطول من المعتاد بينما يتقلص الشتاء نسبيا.

وأوضح أن هذه الظاهرة ليست محلية بل ترصد في دول عديدة، خاصة في المناطق شبه المدارية التي تتأثر بارتفاع درجات حرارة البحار وتزايد الانبعاثات الحرارية.

العوامل المناخية وراء الظاهرة

وبين رمضان أن أبرز الأسباب وراء هذا التغير هو ارتفاع متوسط درجات حرارة سطح البحر في الخليج العربي والبحر الأحمر، مما يؤدي إلى زيادة الرطوبة في طبقات الجو العليا وتأخير اندفاع الكتل الهوائية الباردة من الشمال.

كما تلعب التغيرات في التيارات النفاثة الجوية دور رئيسي في إعادة توزيع الكتل الهوائية، وهو ما يجعل المملكة تعيش أحيانا فترات دافئة في شهور يُفترض أن تكون باردة.

وأوضح أن نشاط ظاهرة “النينيو” في المحيط الهادئ هذا العام ساهم بدوره في زيادة دفء المناخ العالمي، حيث تؤدي هذه الظاهرة إلى تغير في توزيع الأمطار ودرجات الحرارة حول العالم، وتنعكس آثارها على المنطقة العربية بتأخر دخول فصل الشتاء وانخفاض معدلات الأمطار في بدايته.

متى يبدأ البرد فعليا في السعودية؟

وفقا للتوقعات المناخية التي أشار إليها رمضان، فإن البرد الحقيقي من المتوقع أن يبدأ في منتصف شهر نوفمبر المقبل، حيث ستبدأ الكتل الهوائية الباردة القادمة من شمال أوروبا وروسيا في الوصول تدريجي إلى شمال المملكة، ومن ثم إلى مناطقها الوسطى والشرقية.

ومن المتوقع أن تكون الموجات الأولى معتدلة القوة قبل أن يشتد البرد تدريجي مع دخول ديسمبر.

وأكد الخبير أن هذا التأخر لا يستدعي القلق، إذ أن التغيرات المناخية أصبحت واقع ملموس، داعي إلى ضرورة التكيف مع هذه التغيرات وتحديث أنظمة التنبؤات الجوية بما يتناسب مع الأنماط المناخية الجديدة.

وأشار إلى أن تأخر دخول البرد يؤثر بشكل مباشر على بعض الأنشطة الزراعية التي تعتمد على انخفاض درجات الحرارة في توقيت محدد، مثل زراعة القمح وبعض المحاصيل الشتوية.

كما يؤثر أيضا على استهلاك الطاقة، إذ تبقى معدلات استخدام أجهزة التكييف مرتفعة لفترة أطول مما يزيد من الضغط على شبكات الكهرباء.

وشدد رمضان على أهمية الوعي المجتمعي بتغير أنماط المناخ، مؤكد أن السنوات المقبلة قد تشهد مزيد من التحولات المناخية التي تتطلب استعداد مبكرا سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، لا سيما في مجالات الزراعة والطاقة والبنية التحتية.

المصادر