الهلال يقطع الطريق على النصر ويخطف منه فرصة التعاقد مع هذا النجم العالمي في اللحظة الأخيرة

بينما تتجه أنظار عشاق كرة القدم السعودية إلى تحركات أنديتهم في سوق الانتقالات الصيفية، يتصدر اسم المهاجم الأورغوياني داروين نونيز العناوين الكبرى، في صفقة قد تصبح أحد أبرز أحداث الميركاتو.

الهلال يقطع الطريق على النصر ويخطف منه فرصة التعاقد مع هذا النجم العالمي

ومع تصاعد طموحات نادي النصر لاستقطاب نجم ليفربول الإنجليزي، دخل نادي نابولي الإيطالي على الخط في خطوة مفاجئة، أضافت مزيد من التعقيد على واحدة من أكثر الصفقات إثارة هذا الموسم.

مشروع النصر الطموح

منذ بداية عام 2024، كثفت إدارة نادي النصر مساعيها لاستقطاب لاعبين من الطراز العالمي، وذلك ضمن مشروع استراتيجي يستهدف رفع مستوى الفريق فنيا، وتأكيد حضور الدوري السعودي كواحد من الوجهات العالمية الجديدة للنجوم.

وفي هذا الإطار، وضع اسم داروين نونيز ضمن أولويات النادي لتعزيز خط الهجوم، خاصة بعد الأداء المتذبذب الذي عرفته بعض عناصر الفريق في الموسم المنصرم.

نونيز، المعروف بسرعته وقدرته العالية على التسجيل وصناعة الفرص، بدا خيار مثالي لخطة النصر، الذي يتطلع لتحقيق إنجازات قارية ومنافسة على جميع الأصعدة المحلية.

نابولي يدخل المشهد فجأة

لكن الحلم النصراوي تلقى ضربة غير متوقعة حين كشف الصحفي الإيطالي الموثوق فابريزيو رومانو أن نادي نابولي بدأ مفاوضات جادة مع اللاعب الأورغوياني، استعداد لضمه كبديل محتمل لنجمه فيكتور أوسيمين، الذي يقترب من مغادرة الفريق نحو وجهة جديدة.

هذه الخطوة من نابولي لم تأتِ صدفة، بل جاءت ضمن خطة إعادة بناء الفريق، خاصة مع تأكد رحيل أوسيمين الذي ارتبط اسمه بشكل مباشر مع نادي الهلال السعودي. المفارقة المثيرة هنا أن تحرك الهلال، وإن لم يكن مقصود، قد تسبب في تعقيد مفاوضات النصر مع نونيز، مما خلق سلسلة من التداخلات بين السوقين الأوروبي والخليجي.

داروين نونيز بين شغف المال وأولوية الاستقرار الأوروبي

انضم نونيز إلى ليفربول في صفقة ضخمة قدرت بـ 85 مليون جنيه إسترليني قادم من بنفيكا، وسط آمال كبيرة بأن يكون الوريث الشرعي لمهاجمي الريدز الكبار.

لكن مسيرة اللاعب لم تخلو من المطبات، حيث عرف موسمين متقلبين، مزج فيهما بين لحظات التألق وفترات من الغياب عن مستواه المعتاد، ما دفعه للتفكير جديا في خوض تجربة جديدة.

ورغم الإغراءات المالية الضخمة التي يمكن أن يقدمها النصر، إلا أن نونيز لا يزال يفضل البقاء في أوروبا، تحديد في نادي يضمن له المشاركة المستمرة في دوري الأبطال، مما يمنح نابولي ميزة تنافسية واضحة في الصراع على توقيعه.

نابولي والهلال

في مشهد يعكس مدى التشابك الحالي في سوق الانتقالات، فإن تحركات الهلال نحو ضم أوسيمين أجبرت نابولي على الإسراع بفتح خط الاتصال مع نونيز.

هذا التحول المفاجئ قد يربك خطط النصر، الذي لا يزال يسعى لتأمين توقيع اللاعب قبل دخول أطراف أوروبية جديدة على الخط.

كما أن إدارة الهلال لم تعلن رسميا عن موقفها من صفقة أوسيمين، ما يترك الباب مفتوح أمام مزيد من السيناريوهات، ويوفر وقت إضافي لنابولي لحسم صفقة نونيز قبل اكتمال المفاوضات بين اللاعب والنصر.

المال وحده لا يكفي

رغم التقدم الكبير الذي شهده الدوري السعودي في السنوات الأخيرة، خاصة من حيث الاستثمارات الضخمة والبنية التحتية المتطورة، إلا أن إقناع النجوم الذين لا يزالون في ذروة عطائهم بخوض تجربة خارج أوروبا يظل تحدي حقيقي.

وفي حالة نونيز، يبدو أن العرض المالي من النصر قد لا يكون العامل الحاسم، فالمهاجم الأورغوياني يدرك جيد أن البقاء في أوروبا، لا سيما مع فريق مثل نابولي، يمنحه استمرارية في البطولات الكبرى، وهو ما لا توفره التجربة الآسيوية حتى الآن بنفس المستوى.

الموقف في ليفربول

من جهة أخرى، لا يبدو ليفربول متمسك بنونيز، حيث أبدى المدرب الألماني يورغن كلوب استعداد لبيع اللاعب هذا الصيف، خاصة بعد تكرار أدائه المتذبذب في موسمه الثاني، مما يجعل من فكرة بيعه وسيلة لتجديد الخط الهجومي للفريق.

ومع وجود أندية راغبة وقادرة على دفع مبالغ مالية كبيرة، سواء من أوروبا أو الخليج، فإن قرار نونيز بالرحيل أصبح أقرب من أي وقت مضى.

من يحسم الصفقة؟ 

يبقى القرار النهائي في يد داروين نونيز وحده. فهو من عليه أن يوازن بين عرض مالي ضخم من النصر، قد يضمن له مستقبل مادي باهر، أو خيار رياضي أكثر استقرار في نابولي، ضمن دوري تنافسي مثل "السيري آ"، وبطولات قارية منتظمة مثل دوري الأبطال.

فهل يحسم المال الصفقة لصالح النصر؟ أم أن بريق أوروبا لا يزال الأقوى في نظر المهاجم الشاب؟

صفقة نونيز

ما تشهده صفقة داروين نونيز هو أكثر من مجرد صراع على لاعب موهوب، إنها تجسيد لصراع أوسع يدور حاليا بين الدوريات الأوروبية الكبرى ودوري روشن السعودي، الذي بات لاعب جديد ومؤثر في سوق الانتقالات العالمي.

وقد تكون هذه الصفقة، سواء تمت لصالح النصر أو نابولي، إشارة إلى التوازنات الجديدة التي تشهدها كرة القدم العالمية، حيث لم تعد أوروبا تحتكر النجوم، ولم تعد الأموال وحدها تضمن الفوز بهم.