طائر يظهر في سماء السعودية لأول مرة بلونه الأبيض اللافت والكشف عن سبب ظهوره في سماء المملكة

طائر يظهر في سماء السعودية لأول مرة بلونه الأبيض اللافت
  • آخر تحديث

شهدت محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية شمال المملكة العربية السعودية حدث بيئي نادر، حيث تم رصد أكثر من 300 طائر من فصيلة البجع الأبيض الكبير وهي تحلق في سماء المنطقة للمرة الأولى بهذا العدد اللافت.

طائر يظهر في سماء السعودية لأول مرة بلونه الأبيض اللافت 

وأعلنت هيئة تطوير المحمية أن هذا الظهور الاستثنائي يعكس التحسن الكبير في التنوع الأحيائي والبيئي داخل المحمية، نتيجة الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة لحماية الحياة الفطرية وتنمية الأنظمة البيئية الطبيعية وفق أعلى المعايير العالمية.

حدث بيئي نادر في شمال المملكة

وأكدت الهيئة أن رصد هذا العدد من طيور البجع الأبيض الكبير يعد من الأحداث البيئية المهمة، إذ تعرف هذه الطيور بأنها من الأنواع المهاجرة النادرة التي تتخذ من البيئات الرطبة موطن موسمي للراحة والتغذية أثناء هجرتها الطويلة بين أوروبا وآسيا وإفريقيا.

وأوضحت أن طيور البجع الأبيض الكبير تتميز بلونها الأبيض الناصع وريشها الكثيف وأجنحتها الواسعة التي قد تصل إلى ثلاثة أمتار، وهي من أضخم الطيور المائية في العالم.

وبينت الهيئة أن هذه الطيور تم رصدها خلال تحليق جماعي فوق عدد من المناطق المائية داخل حدود المحمية، خصوصا في المستنقعات والبحيرات الموسمية التي تشكل بيئة مثالية لتكاثر الطيور واستقرارها المؤقت.

ويعد هذا الحدث مؤشر واضح على تعافي النظام البيئي وعودة التوازن الطبيعي للمنطقة بعد سنوات من العمل البيئي المكثف.

جهود وطنية لحماية التنوع الأحيائي

وتأتي هذه المشاهدة ضمن برنامج وطني شامل تقوده هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية، بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، لرفع مستوى التنوع البيولوجي واستعادة المواطن الطبيعية للأنواع المهاجرة والمهددة بالانقراض.

وتشمل الجهود تحسين الغطاء النباتي، ومكافحة الرعي الجائر، ومراقبة الصيد غير النظامي، إلى جانب مشاريع لتأهيل مصادر المياه الطبيعية التي تعتمد عليها الطيور المهاجرة.

كما تعد محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز واحدة من أكبر المحميات الطبيعية في الشرق الأوسط، إذ تمتد على مساحة تتجاوز 130 ألف كيلومتر مربع، وتضم بيئات متنوعة تشمل الصحارى والجبال والأودية والبحيرات الموسمية، مما يجعلها محطة رئيسية لمسارات الطيور المهاجرة القادمة من القارات الثلاث.

البجع الأبيض مؤشر على تحسن البيئة

وأشار خبراء البيئة إلى أن ظهور البجع الأبيض بهذا العدد في السعودية للمرة الأولى يُعد دليلاً على تحسن جودة النظام البيئي في شمال المملكة.

فهذه الطيور لا تستقر إلا في البيئات التي تتوافر فيها المياه العذبة والغذاء الكافي والأمان البيئي من الأنشطة البشرية الضارة. كما أن وجودها يدل على استعادة التوازن البيولوجي بين المفترسات والفرائس داخل المحمية.

وأوضح المتحدث باسم هيئة تطوير المحمية أن الهيئة تستخدم تقنيات حديثة في رصد الحياة الفطرية، من بينها الكاميرات الحرارية والطائرات المسيرة لتتبع حركة الطيور وتوثيق سلوكها الطبيعي، بهدف بناء قاعدة بيانات علمية دقيقة تسهم في تعزيز الأبحاث المستقبلية حول الطيور المهاجرة.

وأكدت الهيئة أن هذا الحدث البيئي يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030 في مجال حماية البيئة واستدامة الموارد الطبيعية، إذ تسعى المملكة إلى رفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30% من مساحة البلاد، وتعزيز السياحة البيئية والتعليم البيئي في مختلف المناطق.

وشددت الهيئة على أهمية استمرار التعاون بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي للحفاظ على هذا الإنجاز البيئي، مشيرة إلى أن الحفاظ على التنوع الأحيائي يمثل مسؤولية مشتركة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وضمان مستقبل بيئي آمن للأجيال القادمة.

المصادر