الحج والعمرة تعلن الرسوم الجديدة لتأشيرات العمرة بعد تخفيضها

الحج والعمرة تعلن الرسوم الجديدة لتأشيرات العمرة بعد تخفيضها
  • آخر تحديث

تشهد المملكة العربية السعودية مرحلة جديدة من التطوير الشامل في منظومة العمرة، في خطوة تعكس التزامها العميق بخدمة ضيوف الرحمن وتسهيل أداء المناسك على نحو لم يسبق له مثيل.

الحج والعمرة تعلن الرسوم الجديدة لتأشيرات العمرة بعد تخفيضها 

وتأتي هذه التحولات ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى تحسين تجربة المعتمرين منذ لحظة طلب التأشيرة وحتى مغادرتهم البلاد، وذلك في إطار رؤية المملكة 2030 التي تجعل خدمة الحرمين الشريفين أولوية وطنية وإنسانية.

وقد أعلنت وزارة الحج والعمرة عن مجموعة من التحديثات الجوهرية التي تشمل تمديد مدة صلاحية تأشيرة العمرة إلى 90 يوم، مما يمنح الزائرين فرصة أطول للإقامة وأداء المناسك براحة وطمأنينة.

كما شملت القرارات الجديدة تخفيضات ملحوظة في رسوم التأشيرات، مع التركيز على تسهيل الإجراءات أمام المعتمرين من اليمن والدول العربية الأخرى، استناد إلى ما صدر رسميا عن الجهات المختصة.

تفاصيل التحديثات الجديدة في نظام تأشيرة العمرة

تشمل التحديثات الجديدة تعديلات كبيرة في المدة الزمنية المسموح بها للإقامة داخل المملكة، حيث أصبحت مدة البقاء المسموح بها تصل إلى ثلاثين يوم تبدأ من تاريخ الدخول الفعلي، مع إمكانية تمديد التأشيرة لتصل إلى تسعين يوم وفقًا للضوابط النظامية.

كما تم تبسيط عملية استخراج التأشيرة بشكل غير مسبوق، حيث أصبح بإمكان المتقدمين الحصول عليها خلال فترة تتراوح بين 24 و72 ساعة فقط عبر المنصات الرقمية المعتمدة.

وتتيح الأنظمة الجديدة استخدام أنواع مختلفة من التأشيرات السارية مثل التأشيرة السياحية أو التجارية لأداء مناسك العمرة، بشرط حجز برنامج العمرة بشكل مسبق عبر منصة نسك الرقمية وإرفاق التأمين الصحي الإلزامي.

تفاوت الرسوم بين الجنسيات وتأثيره على المعتمرين

أوضحت البيانات الرسمية أن رسوم تأشيرة العمرة للمواطنين العرب تبلغ نحو 300 ريال سعودي، وتشمل الرسوم الإلكترونية والإدارية كافة.

ومع ذلك، برز تفاوت واضح في تكلفة التأشيرات المخصصة للمعتمرين اليمنيين، حيث أعلنت السلطات المختصة في اليمن عن تخفيض الرسوم إلى 800 ريال سعودي بعد أن كانت 1300 ريال، وهو مبلغ لا يزال مرتفع مقارنة بالدول العربية الأخرى.

ويُعزى هذا الفارق إلى الظروف الإدارية والاقتصادية الخاصة بالمعتمرين اليمنيين، فضلا عن الإجراءات الإضافية المتعلقة بآلية اعتماد التأشيرات ونظام الحصص المسمى "الكوتا"، الذي يحدد أعداد المعتمرين سنويا.

الصعوبات التي يواجهها المعتمرون اليمنيون

يواجه المواطنون اليمنيون تحديات متعددة في سبيل أداء شعيرة العمرة، تبدأ من ارتفاع تكاليف السفر والإصدار مرور بصعوبة الحصول على مواعيد مناسبة بسبب القيود المفروضة على أعداد التأشيرات.

كما أن الوضع الاقتصادي الصعب في الداخل اليمني يجعل من العمرة عبئ مالي ثقيل على كثير من الأسر، خاصة مع استمرار ارتفاع أسعار الخدمات اللوجستية والتنقل بين المدن المقدسة.

وقد دفع هذا الواقع بعض الراغبين إلى اللجوء لوسطاء غير رسميين أو طرق غير نظامية، وهو ما حذرت منه وزارة الحج والعمرة نظرا للمخاطر القانونية والتنظيمية التي قد يتعرض لها المسافرون عبر تلك القنوات.

شروط ومتطلبات إصدار تأشيرة العمرة الجديدة

حددت وزارة الحج والعمرة مجموعة من المتطلبات الأساسية للحصول على التأشيرة، وهي تهدف إلى ضمان سلامة الزوار وتنظيم دخولهم وإقامتهم داخل المملكة، ومن أبرز هذه المتطلبات:

  • أن يكون لدى المتقدم جواز سفر ساري المفعول لمدة لا تقل عن ستة أشهر من تاريخ التقديم.
  • حجز برنامج عمرة معتمد عبر المنصات الرسمية مثل منصة نسك.
  • تقديم ما يثبت الحصول على اللقاحات المطلوبة وفق اشتراطات وزارة الصحة.
  • وجود تأمين صحي يغطي الحالات الطارئة والإصابات طوال فترة الإقامة.

توقعات بزيادة أعداد المعتمرين وتحسين الخدمات الرقمية

تشير التوقعات الرسمية إلى احتمال ارتفاع أعداد المعتمرين القادمين من مختلف الدول العربية خلال العام الحالي بنسبة تصل إلى 20% مقارنة بالموسم الماضي، بفضل القرارات الجديدة وسرعة الإجراءات الإلكترونية.

وقد أطلقت الوزارة مجموعة من الخدمات الذكية ضمن منظومة التحول الرقمي، تتيح للمعتمرين حجز الفنادق وخدمات النقل وتنظيم مواعيد أداء المناسك إلكترونيا دون الحاجة إلى التعاملات الورقية.

وتعد منصة نسك أحد أهم المشاريع التي أسهمت في تحسين تجربة الزائرين، إذ تجمع بين السهولة والموثوقية وتوفر للمعتمر كافة الخدمات في مكان واحد.

نقلة نوعية في تجربة العمرة وخدمات ضيوف الرحمن

تؤكد هذه الإصلاحات الجديدة التزام المملكة المستمر بتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن من مختلف أنحاء العالم. فالمملكة لا تكتفي بتسهيل أداء الشعائر فحسب، بل تعمل على جعل تجربة العمرة تجربة روحية متكاملة تجمع بين الراحة والتنظيم والأمان.

ومن خلال هذه الخطوات الطموحة، تواصل السعودية ترسيخ موقعها كوجهة دينية عالمية تجمع بين الأصالة والتنمية، وتقدم نموذج يحتذى به في إدارة الشعائر المقدسة بأسلوب حديث يجمع بين التكنولوجيا والروحانية.