السعودية تعلن رسمياً تسهيلات جديدة للحصول على الاقامة الدائمة مقابل 4 آلاف ريال فقط لمرة واحدة

رسمياً تسهيلات جديدة للحصول على الاقامة الدائمة مقابل 4 آلاف ريال فقط لمرة واحدة
  • آخر تحديث

في إطار سعي المملكة العربية السعودية لتطوير بيئتها الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز جاذبيتها للمواهب العالمية، أعلنت المديرية العامة للجوازات عن إطلاق نظام جديد للإقامة الدائمة، يتيح للوافدين فرصة الحصول على إقامة مستقرة داخل المملكة مقابل رسوم تبلغ 4 آلاف ريال سعودي.

رسمياً تسهيلات جديدة للحصول على الاقامة الدائمة مقابل 4 آلاف ريال فقط لمرة واحدة 

هذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى استقطاب الخبرات والكفاءات النوعية، وتوفير بيئة معيشية أكثر استقرار ومرونة للمقيمين، دون الحاجة إلى نظام الكفالة التقليدي الذي كان يشكل سابقا قيد على حركة وإمكانات الأفراد المقيمين.

رؤية جديدة للإقامة في السعودية

يعكس النظام الجديد فلسفة التحول الوطني التي تنتهجها المملكة ضمن “رؤية 2030”، والتي تسعى إلى تمكين الإنسان وتعزيز جودة الحياة.

فالإقامة الدائمة لا تمنح فقط كميزة إدارية، بل كأداة استراتيجية لدمج المقيمين في المجتمع وتمكينهم من المساهمة في عجلة التنمية الاقتصادية والعلمية.

إذ أصبح بإمكان المقيم الآن العيش بحرية أكبر، والتملك، والعمل، والاستثمار ضمن إطار قانوني منظم يمنحه جميع الحقوق الأساسية التي كانت حكر على المواطنين في الماضي.

مزايا واسعة وفرص متكاملة

يوفر النظام الجديد للمقيمين امتيازات متعددة تسهل حياتهم اليومية، وتمنحهم قدرة أكبر على الاستفادة من الخدمات الحكومية والاقتصادية داخل المملكة.

من أبرز هذه الامتيازات إمكانية التقديم على الخدمات الحكومية إلكترونيا، وفتح الحسابات المصرفية، والمشاركة في البرامج التعليمية والصحية المعتمدة داخل البلاد.

كما يتيح النظام استقدام أفراد الأسرة والإقامة معهم بصورة قانونية، بما يعزز الاستقرار الأسري ويشجع على الاندماج المجتمعي والاقتصادي في البيئة السعودية المتنوعة.

فئات متعددة تلبي احتياجات المجتمع والاقتصاد

ينقسم برنامج الإقامة إلى عدة أنواع تناسب مختلف الفئات. هناك الإقامة المميزة السنوية التي تجدد سنويا برسوم رمزية، والإقامة الدائمة غير محددة المدة، والتي تمنح صاحبها إقامة مفتوحة داخل المملكة دون الحاجة إلى تجديد دوري.

كما توجد فئات خاصة للمستثمرين وأصحاب الكفاءات النادرة في مجالات دقيقة مثل الطب والتكنولوجيا والطاقة.

ويتمتع حاملو الإقامة المميزة بحقوق موسعة، منها تملك العقارات السكنية، وإدارة الأنشطة التجارية وفق أنظمة الاستثمار السعودية، والانتقال بين المدن بحرية تامة، بالإضافة إلى مغادرة المملكة والعودة إليها دون قيود ترتبط بالكفالة.

الفئات المؤهلة للحصول على الإقامة الدائمة

حددت الجهات الرسمية الفئات التي يحق لها التقديم على هذا النظام الجديد، حيث ركزت على أصحاب المهارات المتقدمة والخبرات النادرة التي تسهم في تطوير القطاعات الحيوية.

وتشمل هذه الفئات الخبراء في التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وعلوم البيانات، والمتخصصين في المجالات الطبية الدقيقة كجراحة القلب والأورام، إلى جانب العلماء والمهندسين العاملين في قطاعات الطاقة المتجددة والفضاء والتخطيط الحضري الذكي.

كما يشمل النظام فئات من رواد الأعمال والمستثمرين الذين يقدمون مشاريع نوعية تدعم القطاعات الاستراتيجية للمملكة، إضافة إلى كبار السن المقيمين في السعودية منذ أكثر من عشر سنوات متواصلة، تقديرًا لارتباطهم الطويل بالمجتمع السعودي.

إجراءات التقديم ومتطلبات القبول

يتم تقديم طلبات الحصول على الإقامة الدائمة عبر المنصة الوطنية الموحدة للإقامة المميزة، وهي منصة إلكترونية تتيح إجراءات سهلة وواضحة للراغبين في الانضمام إلى البرنامج.

وتشترط الجوازات السعودية على المتقدمين استيفاء مجموعة من المعايير الدقيقة، مثل امتلاك سجل جنائي خالي من المخالفات، وإثبات مصدر دخل قانوني ومستقر، والإقامة النظامية داخل المملكة لفترة محددة، إضافة إلى اجتياز الفحص الطبي الذي يضمن خلو المتقدم من الأمراض المعدية.

بعد استيفاء الشروط، تخضع الطلبات للمراجعة من قبل لجان مختصة تقيم المؤهلات ومدى توافقها مع أهداف البرنامج، ليتم بعد ذلك إصدار الإقامة النهائية التي تتيح للمستفيد ممارسة حياته داخل المملكة بكل حرية واستقلالية.

استثمار في الإنسان ورؤية للمستقبل

تبلغ رسوم الإقامة الدائمة 4 آلاف ريال سعودي فقط، وهي من أقل الرسوم مقارنة ببرامج الإقامة المشابهة في المنطقة والعالم، ما يعكس توجه المملكة نحو بناء اقتصاد جاذب للكفاءات بدلا من الاعتماد على العمالة المؤقتة.

هذا النظام لا يمثل مجرد إجراء تنظيمي، بل هو جزء من سياسة شاملة ترمي إلى جعل السعودية مركز عالمي للعيش والعمل والابتكار، وتحويلها إلى بيئة خصبة لتبادل الخبرات والاستثمارات.

من خلال هذا البرنامج، تفتح السعودية أبوابها أمام العقول والخبرات التي تتطلع إلى المشاركة في رحلة التحول الوطني، وتمنح المقيمين الفرصة ليكونوا جزء من قصة نجاحها المتنامية، في ظل رؤية طموحة تسعى إلى بناء مستقبل أكثر استقرار وازدهار لجميع من يعيش على أرضها.