هذا ما يجب أن تعرفه عن الفرق بين الخطوط الجوية السعودية وطيران الرياض

هذا ما يجب أن تعرفه عن الفرق بين الخطوط الجوية السعودية وطيران الرياض
  • آخر تحديث

تشهد المملكة العربية السعودية تحول جذري في قطاع الطيران، يتجسد في وجود شركتين رئيسيتين تحملان طموحات وطنية كبيرة؛ الأولى الخطوط الجوية السعودية، الناقلة الوطنية التي تخدم المملكة منذ عام 1945، والثانية طيران الرياض، الناقل الجديد الذي أعلن عنه في عام 2023 ويتوقع أن يبدأ عملياته التجارية في وقت قريب.

هذا ما يجب أن تعرفه عن الفرق بين الخطوط الجوية السعودية وطيران الرياض

وبين أن تلعب الأولى دور الحاضر الراسخ، والثانية ترسم ملامح المستقبل، فإن من المهم للمسافرين والمستثمرين على حد سواء أن يفهموا الفرق بينهما من حيث الأدوار والخدمات والاستراتيجية.

تأسّست الخطوط الجوية السعودية قبل نحو ثمانين عام، وتعد الناقلة الوطنية الأصيلة للمملكة، حيث تخدم شبكة واسعة من الوجهات المحلية والدولية، وتضم أسطول طويل من الطائرات.

وتعتبر عضو في تحالف سكاي تيم للطيران، ما يمنحها شبكة شراكات عالمية وخبرة تشغيلية واسعة.


في المقابل، تم الإعلان عن طيران الرياض في مارس 2023 كمبادرة جديدة للربط الجوي العالمي، بدعم من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، بهدف بناء ناقل دولي حديث يستهدف خدمة العاصمة الرياض وربطها بوجهات أكثر من 100 نقطة حول العالم بحلول العقد القادم.


إذا، الخطوط الجوية السعودية تتعامل مع الحاضر وتوسيع نطاقها، بينما طيران الرياض يمثل حصان المستقبل الذي يعكف على افتتاح صفحته الخاصة.

‎المقر الرئيسي والأسطول وشبكة الرحلات

بالنسبة للخطوط الجوية السعودية، يقع مقرها الرئيسي في جدة، وتشغل عمليات من عدة محاور داخل المملكة وخارجها، وتخدم عشرات الدول عبر أسطول متنوع من طائرات إيرباص وبوينغ.


أما طيران الرياض، فمقره في العاصمة الرياض، ويخطط لتشغيل أسطول ضخم مكون من طرازات حديثة تشمل طائرات إيرباص A321neo وA350-1000 وأيضا بوينغ 787-9، على أن يبدأ رحلاته التجارية خلال عام 2025 أو ما بعده.


من حيث الشبكة، الخطوط السعودية تخدم حاليا أكثر من مئة وجهة حول العالم وتملك خبرة تشغيل حقيقية، فيما طيران الرياض يهدف لأن يخدم ما يزيد على 100 وجهة بحلول 2030، لكنه لا تزال هناك تفاصيل تنتظر التنفيذ. 

الخطوط الجوية السعودية تحتل موقع الناقل الوطني الرسمي للمملكة، وتعد جزء من البنية التحتية الأساسية للربط الجوي والاقتصاد الوطني، خصوصا في مواسم الحج والعمرة والنقل الداخلي. 


أما طيران الرياض، فجزء من استراتيجية أوسع في إطار رؤية السعودية 2030، والتي تستهدف تنويع الاقتصاد، جذب السياح، وبناء مركز جوي عالمي في العاصمة.

ويعد الطيران جزء من خطة ضخمة تزيد من القدرة الاستيعابية للمطارات والبنى التحتية الجوية. 


بالتالي، فكلا الشركتين مكملتان لبعضهما: الأولى تحافظ على الدور القائم وتوسعه، والثانية تعد لإعادة تشكيل موقع المملكة في خريطة الطيران العالمية.

من جهة الخدمات، تعتمد الخطوط الجوية السعودية على خبرة تشغيلية متراكمة، وتحوّل تدريجي نحو تحديث الأسطول وتحسين الخدمات للمسافرين، ويتوقع أن تستلم دفعات جديدة من الطائرات.


وفي المقابل، تخطط طيران الرياض لتقديم تجربة ركاب «رقمية أولا» من خلال التكنولوجيا، وتجربة متميزة في المقصورة، وتوجه إلى السوق العالمية وركاب الدرجة العالية، مع تركيز أقل على خدمات الدرجة الأولى الاستثنائية التقليدية، وقالت بعض التحليلات إن التصميم سيركز على درجة الأعمال والخدمة الراقية.

وهذا يعني أن القاعدة الجماهيرية لأحدهما قد تكون مختلفة: الخطوط السعودية تخدم شرائح متعددة من الاقتصاد إلى الأعمال، وطيران الرياض يضع نفسه في فئة الطيران طويل المدى الفاخر وربما الربط الدولي الكبير.

‎متى تختار كلا منهما؟

إذا كنت تبحث عن شركة وطنية ذات شبكة مؤكدة، تحركك في داخل السعودية أو نحو إحدى جهات الشرق الأوسط أو آسيا، وخبرة التشغيل وسهولة الحجز، فإن الخطوط الجوية السعودية هي الخيار المعتاد.


أما إذا كنت تركب خطة سفر دولي على المدى البعيد وترغب بتجربة محسنة ومحور جديد من الرياض مع نظرة مستقبلية، فإن طيران الرياض سيكون خيار جذاب حين يبدأ عملياته ويثبت قدراته التشغيلية.

ومن المهم أن تعرف أن طيران الرياض ما زال في مرحلة الإطلاق الفعلي الكامل وليس بنفس حركة الخطوط السعودية اليوم، وبالتالي الراحة التشغيلية أو توفر الرحلات قد يكون محدود خلال الفترة الانتقالية.

باختصار، الخطوط الجوية السعودية هي الحاضر الوطني الراسخ في قطاع النقل الجوي في المملكة، وهي تعمل اليوم وتوسع خدماتها.

بينما طيران الرياض هو مستقبل المملكة في الطيران مشروع طموح لرفع مكانة السعودية كوجهة جوية عالمية وربطها بالشبكات الدولية.

من يعرف الفارق بين احتياجاته اليوم وطموحاته المستقبلية يمكن أن يختار بينهما تبعا للسياق، أو حتى يستخدم كلا الناقلين بذكاء حسب الوجهة والهدف من السفر.


الفرق إذا ليس في المنافسة المباشرة فقط، بل في التكامُل بين التوسع الجاري والاستعداد للمستقبل ضمن رؤية وطنية موسعة.

المصادر