أسعار الأغنام في السعودية تفاجئ الجميع ونوع واحد فقط يسير عكس التيار

أسعار الأغنام في السعودية تفاجئ الجميع
  • آخر تحديث

شهدت الأسواق السعودية خلال شهر سبتمبر تحركات لافتة في أسعار المواشي والأعلاف، وفق ما أظهره التقرير الشهري الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، التقرير جاء ليعكس حالة من التوازن النسبي في القطاع، رغم بعض التقلبات المحدودة التي ارتبطت بالعوامل الموسمية وتكاليف النقل والإمداد.

أسعار الأغنام في السعودية تفاجئ الجميع

وتبرز هذه التحركات ضمن سياق اقتصادي أوسع تسعى من خلاله المملكة إلى تحقيق استقرار الأسعار وضمان استدامة سلاسل الإمداد الحيواني والزراعي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي وتنويع مصادر الإنتاج المحلي.

تراجع أسعار الأغنام بمختلف أنواعها

أظهرت البيانات الرسمية أن أسعار الأغنام في معظم مناطق المملكة سجلت انخفاضًا متفاوت خلال الشهر الماضي.

فقد تراجع سعر الغنم النجدي بنسبة 1.4% ليستقر عند 1858.1 ريال، مواصل بذلك مسار الانخفاض الذي بدأ منذ منتصف العام.

كما شهد الغنم النعيمي تراجع أكبر بلغت نسبته 1.6% ليصل إلى 1795.3 ريال، بينما انخفض الغنم البربري بنسبة 0.8% مسجل 660.7 ريال.

أما الغنم السواكني، الذي يعد من أكثر الأنواع استهلاك في الأسواق المحلية، فسجل انخفاض طفيف بنسبة 0.2% ليصل إلى 1304.4 ريال، في حين تراجع سعر الغنم الحري بنسبة 1.3% ليستقر عند 1714.9 ريال.

هذا التراجع الجماعي يعكس وفرة نسبية في المعروض وتراجع الطلب بعد انتهاء موسم الأعياد، الذي عادة ما يشهد ارتفاع في المبيعات والأسعار.

ارتفاع محدود في سعر التيس البلدي

في المقابل، خرج التيس البلدي عن الاتجاه العام، مسجل ارتفاع بنسبة 1% ليبلغ متوسط سعره 1166.4 ريال، ليكون النوع الوحيد الذي شهد زيادة في الأسعار.

ويرجع مختصون هذا الارتفاع إلى عوامل موسمية مرتبطة بتغير أنماط الاستهلاك في بعض المناطق، إضافة إلى الطلب المرتفع على هذا النوع تحديدا في المناسبات الاجتماعية والولائم المحلية، ما جعله يحافظ على قيمته السوقية رغم تراجع أسعار الأنواع الأخرى.

تباين واضح في أسعار الأعلاف الحيوانية

لم تقتصر التحركات السعرية على المواشي فقط، بل شملت أيضا الأعلاف الحيوانية، التي شهدت بدورها تباين بين الارتفاع والانخفاض تبعا لتكاليف النقل وحجم الإنتاج الزراعي.

فقد ارتفع سعر البرسيم بنسبة 1.4% ليصل إلى 28.5 ريال للبالة، متأثر بارتفاع تكاليف الإمداد في بعض المناطق الزراعية.

كما ارتفع سعر التبن أو الدريس بنسبة 1.5% ليبلغ 13.8 ريال للبالة، بينما استقر سعر المكعبات عند 65.9 ريال للوزن البالغ 40 كيلوجرام دون أي تغيير يذكر.

في المقابل، شهد سعر علف الرودس انخفاض طفيف بنسبة 1.3% ليصل إلى 16.6 ريال للبالة، مما يعكس حالة من التوازن في سوق الأعلاف مع تحسن إمدادات المواد الأولية.

تحليل اقتصادي

يرى محللون أن تباين الأسعار بين الأغنام والأعلاف يمثل مؤشر على توازن العرض والطلب في السوق المحلي، خاصة في ظل الظروف المناخية المتغيرة التي أثرت على الإنتاج في بعض المناطق.

ويرجح الخبراء أن تكون هذه التحركات جزء من دورة موسمية طبيعية في قطاع المواشي، ترتبط بفترات الولادة والإنتاج، إلى جانب توافر الأعلاف في الأسواق المحلية بأسعار مستقرة نسبيا.

كما أن زيادة حجم المعروض من المواشي في الأسواق خلال الأشهر الأخيرة ساهمت في تهدئة الأسعار، بعد موجة ارتفاعات سابقة سجلتها الأسواق في منتصف الصيف.

انعكاسات اقتصادية واستدامة مستقبلية

تأتي هذه التطورات متماشية مع الجهود الحكومية الهادفة إلى تعزيز كفاءة سلاسل الإمداد وتحقيق استدامة الإنتاج الغذائي في المملكة العربية السعودية، وذلك ضمن برامج التحول الاقتصادي التي تركز على الأمن الغذائي والاعتماد على الإنتاج المحلي.

ويرى اقتصاديون أن متابعة الهيئة العامة للإحصاء لمثل هذه المؤشرات بشكل شهري يوفر قاعدة بيانات دقيقة تساعد المستثمرين والمستهلكين وصناع القرار في تقييم الوضع السوقي واتخاذ قرارات مبنية على بيانات محدثة.

وفي ختام التقرير، دعت هيئة الإحصاء إلى متابعة نشراتها الدورية كمرجع موثوق لرصد التغيرات في أسعار السلع والخدمات، مؤكدة أن استقرار الأسعار في قطاع المواشي والأعلاف يشكل ركيزة مهمة للحفاظ على توازن السوق وضمان استمرارية النمو في القطاعات الحيوية المرتبطة بالأمن الغذائي الوطني.