زحام مروري يومي خانق قرب هذه المخططات السكنية الجديدة في مكة

زحام مروري يومي خانق قرب هذه المخططات السكنية الجديدة في مكة
  • آخر تحديث

تتواصل معاناة سكان مخططات ولي العهد الواقعة جنوب مكة المكرمة، وتحديدا في المخططات (1، 2، 3، 4)، نتيجة الاختناق المروري الحاد الذي يشهده المدخل الوحيد المؤدي إلى تلك الأحياء السكنية.

زحام مروري يومي خانق قرب هذه المخططات السكنية الجديدة في مكة 

ورغم التوسع العمراني الكبير الذي شهدته المنطقة خلال السنوات الأخيرة، لا يزال السكان يواجهون صعوبة بالغة في الدخول والخروج من المخططات، ما يجعل تنقلاتهم اليومية تجربة شاقة تتكرر صباحا ومساء.

وتتمثل المشكلة الرئيسة في أن هذه المخططات الواسعة، التي تضم آلاف الوحدات السكنية والمرافق الخدمية، تعتمد على منفذ مروري واحد فقط من جهة طريق الليث.

هذا الواقع جعل المدخل يشهد ازدحام دائما يتضاعف في أوقات الذروة، خصوصا عند خروج الطلبة من المدارس وعند عودة الموظفين من أعمالهم.

ومع غياب بدائل تنظيمية فعالة أو مداخل إضافية، أصبحت الحركة المرورية في المنطقة أشبه بعنق زجاجة لا يستوعب التدفق اليومي للمركبات.

مشكلة الانعطاف الوحيد ومخاطر الاستخدام العشوائي

يصف السكان الوضع المروري في المنطقة بأنه غير آمن وغير منظم، إذ يواجه القادمون من طريق الليث تحدي يتمثل في وجود انعطاف واحد فقط (يوتيرن) يستخدم للدخول إلى المخططات.

هذا الانعطاف الضيق لا يتناسب مع حجم الكثافة السكانية وعدد المركبات التي تمر به يوميا، مما يؤدي إلى تكدس السيارات لمسافات طويلة وتعطل الحركة بشكل شبه يومي.

وتزداد المشكلة سوء بسبب استخدام الشاحنات لهذا الانعطاف بطريقة مخالفة للأنظمة، حيث تتسبب أحجامها الكبيرة في تعطيل حركة المركبات الصغيرة وخلق نقاط اختناق إضافية.

ويشير الأهالي إلى أن وجود الشاحنات في هذا المسار الضيق يمثل خطر مروري حقيقي، خاصة في الفترات التي ترتفع فيها حركة المركبات، الأمر الذي يجعل القيادة في تلك المنطقة محفوفة بالمخاطر.

دعوات الأهالي لإيجاد حلول هندسية عاجلة

يطالب سكان مخططات ولي العهد الجهات المختصة بإيجاد حلول هندسية عاجلة تتناسب مع حجم الكثافة السكانية في المنطقة.

ويرى الأهالي أن فتح أكثر من انعطاف على طريق الليث سيخفف بشكل كبير من حدة الازدحام، كما يمكن أن يساهم إنشاء جسر علوي (كوبري) أو تقاطع إشارة ذكية في تنظيم الحركة وتوزيع الضغط المروري بشكل أكثر كفاءة.

ويؤكد بعض السكان أن المخططات أصبحت اليوم من أكثر المناطق السكنية حيوية في مكة المكرمة، إذ تضم مدارس ومرافق خدمية ومشروعات إسكانية متنامية، ومع ذلك لا تزال تفتقر إلى بنية تحتية مرورية تواكب هذا النمو.

ويشيرون إلى أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى مزيد من التكدس المروري ويؤثر سلبا في جودة الحياة وسلامة السكان.

ازدحام متكرر في أوقات الذروة وتأثيره على الحياة اليومية

يصف سكان المنطقة الساعات الصباحية والمسائية بأنها الأصعب خلال اليوم، حيث تتوقف حركة السيارات تماما في بعض الأحيان نتيجة الضغط المروري عند المدخل الوحيد.

ويقول الأهالي إن الأمر لا يقتصر على التأخير في الوصول إلى المنازل أو أماكن العمل، بل يمتد ليشمل تأخر الطلاب والطالبات عن مدارسهم، وصعوبة وصول سيارات الإسعاف أو الدفاع المدني في الحالات الطارئة بسبب الازدحام الخانق.

كما أشار عدد من السكان إلى أن بعض السائقين يضطرون إلى اتخاذ طرق فرعية غير ممهدة في محاولة للهروب من الزحام، مما يعرض مركباتهم للتلف ويزيد من مخاطر الحوادث.

ويؤكدون أن الحلول المؤقتة لم تعد مجدية، وأن المنطقة بحاجة إلى معالجة جذرية تضمن انسيابية الحركة وسلامة مستخدمي الطريق.

نداءات متكررة وأمل في استجابة الجهات المعنية

عبر سكان مخططات ولي العهد عن أملهم في أن تصل أصواتهم إلى الجهات المسؤولة، مؤكدين أن معاناتهم ليست آنية بل تمتد منذ سنوات دون حلول ملموسة.

وأوضحوا أنهم يثقون في تجاوب الجهات المختصة، خاصة أمانة العاصمة المقدسة وإدارة المرور، لتبني حلول عملية تواكب حجم التطور العمراني في المنطقة.

ويختم أحد السكان حديثه قائل إن معالجة هذه الأزمة لم تعد مطلب خدمي عادي، بل أصبحت ضرورة ملحة لضمان سلامة السكان وسهولة تنقلهم اليومية. 

فالمخططات تمثل جزء مهم من النسيج العمراني الحديث لمكة المكرمة، ولا بد أن تتوافر لها شبكة طرق حديثة ومداخل متعددة تعكس مستوى التطور الذي تشهده المدينة المقدسة.