السعودية تكشف حجم تأثير الانفلونزا الموسمية لهذا العام على الحياة العامة في المملكة وسبب حدة الاعراض وكثرت الاصابات

السعودية تكشف حجم تأثير الانفلونزا الموسمية لهذا العام على الحياة العامة في المملكة
  • آخر تحديث

أعلنت وزارة الصحة السعودية أن الموسم الحالي للإنفلونزا الموسمية في المملكة العربية السعودية بدأ مبكرا مقارنة بالسنوات السابقة، وأن عدد من العوامل ساهمت في زيادة عدد الإصابات وظهور أعراض أكثر شدة.

السعودية تكشف حجم تأثير الانفلونزا الموسمية لهذا العام على الحياة العامة في المملكة 

وتأتي هذه التصريحات بعد مراقبة السلوك الفيروسي خلال الأسبوعين الأخيرين، حيث سجلت بعض المناطق نشاط مرتفع للعدوى التنفسية، مع انتشار السلالات المعتادة دون ظهور أنواع جديدة مثيرة للقلق.

بداية مبكرة ونشاط فيروسي أعلى

أوضحت الوزارة أن انتشار الفيروسات المسبّبة للإنفلونزا الموسمية شهد هذه السنة بداية مبكرة، ما أدى إلى دخول مبكر في ذروة النشاط العدوي في العديد من المدن السعودية.

وقد ربطت السلطات هذا الواقع بعدة عوامل، منها تزايد حركة التنقل والملاطفة المجتمعية، إلى جانب تغيّرات مناخية قد ساعدت الفيروس على الانتشار في وقت أسرع.

ورغم أن السلالات المهيمنة هي تلك المعروفة مسبقا، إلا أن الارتفاع المفاجئ في عدد الحالات يعد استثنائي بالمقارنة مع الأعوام السابقة.

وفي هذا السياق، طلبت الوزارة من جميع المواطنين والمقيمين على أرض المملكة تعزيز الإجراءات الوقائية والالتزام بالتطعيم السنوي، معتبرة أن التزام المجتمع بهذه الإجراءات يشكل خط الدفاع الأول للحد من تفشي المرض.

وتؤكد بيانات الوزارة أن التطعيم الموسمي متوفر عبر تطبيق “صحتي” منذ منتصف سبتمبر، ويعتبر وسيلة فعالة لتخفيف الأعراض الخطيرة وتقليل خطر الاستشفاء أعراض أكثر حدة وكثرة الإصابات

وأشارت التقارير إلى أن مراكز الرعاية الصحية بدأت استلام عدد أكبر من المرضى الذين يعانون من أعراض مشابهة لتلك المرتبطة بالإنفلونزا الموسمية، لكن بمستوى أعلى من المعتاد.

فبدلا من الأعراض الخفيفة التي اعتاد عليها المجتمع، ظهرت حالات بحمى مرتفعة، وآلام شديدة في الجسم، واحتقان حاد في الحلق، وسعال مصحوب بإعياء شديد.

وأكدت الوزارة أن ذلك لا يعني ظهور سلالة جديدة حتى الآن، بل يُعزى إلى نشاط فيروسي أقوى وانخفاض نسب التطعيم ضمن فئات معينة.

ورغم ذلك، طمأنت وزارة الصحة بأن معدلات التنويم في المستشفيات ومعدلات الدخول إلى العناية المركزة ما زالت ضمن الحدود المتوقعة للموسم، وأنه حتى الآن لا يوجد ارتفاع خارج النطاق الطبيعي يشير إلى تفشي كارثي.

لكنها لفتت إلى أن استمرار هذه المعدلات المرتفعة قد يؤدي إلى ضغط أكبر على مرافق الرعاية الصحية في حال تراكمت الحالات.

الفئات الأكثر عرضة والجهود الوقائية

ولفتت الوزارة إلى أن الفئات ذات الخطر الأعلى تشمل الأطفال دون سن الخامسة، والبالغين فوق سن الخمسين، والمصابين بالأمراض المزمنة، والمثقلين، والحوامل، والعاملين في القطاع الصحي.

وترى الوزارة أن تطعيم هذه الفئات العامل الأهم لتقليل مخاطر المضاعفات وللحدّ من انتقال العدوى إلى المجتمع بشكل عام.

كما دعت على وجه السرعة إلى اتخاذ عدد من الإجراءات الوقائية مثل غسل اليدين بانتظام، وعدم مشاركة أدوات التنفس أو الأكواب، تجنب التجمعات المزدحمة في حال الشعور بالأعراض، والابتعاد عن الأماكن المغلقة قدر الإمكان.

وأكدت أن البرنامج الوطني للتطعيم الموسمي متاح على منصة “صحتي” مع إمكانية الحجز بسهولة، ما يعكس التزام المملكة باستراتيجية المباشرة الوقائية في هذا الموسم.

لماذا الأعراض أصبحت أشد؟

ترى الجهات الصحية أن حدة الأعراض المتزايدة ترجع إلى تفاعل عدة عوامل:

  • أولا، ضعف نسب التطعيم لدى بعض الفئات الحسّاسة، ما أدى إلى تعرضها بشكل أكبر.
  • ثانيا، وجود ضغط أكبر على أجهزة المناعة في عدد من الأفراد بسبب التغيرات المناخية أو التنقل أو تجمعات ما بعد الصيف.
  • ثالثا، احتمال وجود عدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى ساهمت في جعل الأعراض أكثر تعقيد.

ومع ذلك، أوضحت الوزارة بأن تحليلها المبدئي لم يظهر حتى الآن ظهور سلالات جديدة تختلف عن تلك المعروفة موسم، مما يمنح مجال أكبر للسيطرة.

من الناحية المجتمعية، أهم الأثر يتمثل في زيادة الغياب عن العمل أو المدرسة بسبب الأعراض المرضية، وتراجع بعض أنشطة المجتمع في المناطق الأكثر تأثر.

وفي السياق ذاته، حذرت وزارة الصحة من أن استمرار مثل هذه المعدّلات قد ينعكس على حركة السياحة الداخلية والزيارات العائلية، خصوصا في الفترات التي تشهد تقلب جوي أو تجمعات أهلية.

كما ربطت بعض التقارير بين نشاط الإنفلونزا المبكر وتأثيره في الضغط على خدمات الرعاية الصحية المحلية، مما قد يؤدي إلى تأخر في الاستجابة لحالات أخرى إذا لم تُعالج بشكل وقائي.

تشير التوقعات إلى أن المملكة ستكون على موعد مع ذروة الإنفلونزا الموسمية خلال الأسابيع المقبلة، لذا تعد هذه اللحظة مرحلة حاسمة في مسار السيطرة على المرض.

وضمن جهودها المقبلة، تعتزم الوزارة تكثيف حملات التوعية عبر وسائل الإعلام ومنصّات التواصل، مع التركيز على أهمية التطعيم والتحذير من الإجراءات الذاتية البديلة.

كما سيلتفت إلى وحدات الرعاية الأولية لتعزيز الاستجابة المبكرة للحالات، وتقليل احتمال تفاقم الإصابة والمضاعفات.

بناء على ما سبق، فإن المملكة تواجه موسم مبكر للإنفلونزا مع أعراض أشد من المعتاد، لكن الإجراءات الوقائية المتاحة والخطط الحكومية تمنحها فرص قوية للسيطرة على الوضع.

وتبقى المشاركة المجتمعية والتطعيم الواسع هما المفتاح لتحقيق موسم هادئ نسبيا وتجنب الأثر السلبي على الحياة العامة.

المصادر