السعودية تكشف رسمياً عن موعد انطلاق تأشيرة السياحة الخليجية الموحدة التي تسمح لحاملها دخول جميع دول مجلس التعاون بتأشيرة واحدة

السعودية تكشف رسمياً عن موعد انطلاق تأشيرة السياحة الخليجية الموحدة
  • آخر تحديث

تشهد المنطقة الخليجية مرحلة جديدة من التعاون في مجال السياحة بعد أن كشف وزير السياحة السعودي أحمد بن عقيل الخطيب عن توقعه بصدور التأشيرة الخليجية الموحدة خلال العام المقبل، في خطوة تعد تحول استراتيجي في تسهيل حركة الزوار والمستثمرين والسياح بين دول مجلس التعاون.

السعودية تكشف رسمياً عن موعد انطلاق تأشيرة السياحة الخليجية الموحدة 

هذه المبادرة جاءت ثمرة أربع سنوات فقط من العمل الجماعي المتواصل بين وزارات وهيئات السياحة الخليجية، وهو إنجاز اعتبره الوزير قياسياً مقارنة بتجربة الاتحاد الأوروبي في إصدار تأشيرة "شنغن"، التي احتاجت أكثر من عقد من الزمان لتصبح واقع فعلي.

هذا المشروع، وفقا لتصريحات الخطيب، يمثل خطوة محورية نحو بناء سوق سياحية خليجية مشتركة، تتيح للسائح الدخول إلى أي دولة من دول المجلس باستخدام تأشيرة واحدة فقط، بما يعزز من تكامل البنى التحتية السياحية والاقتصادية ويدعم توجه المنطقة نحو تنويع مصادر الدخل بعيد عن الاعتماد التقليدي على النفط.

تحول نوعي في المشهد السياحي الخليجي

أكد الخطيب خلال مشاركته في منتدى بوابة الخليج الاستثماري المنعقد في العاصمة البحرينية المنامة أن دول الخليج تعيش اليوم مرحلة تحول تاريخي في قطاع السياحة، إذ أصبحت السياحة ركيزة اقتصادية موازية للنفط والتجارة.

وأوضح أن ما تمتلكه المنطقة من مقومات فريدة من بيئة آمنة واستقرار سياسي وثقافة غنية وبنية تحتية عالمية يجعلها مؤهلة لتكون وجهة جاذبة على مستوى العالم.

فرص النمو وتعزيز التكامل بين الدول الخليجية

أشار الوزير إلى أن الأرقام تعكس حجم الإمكانات غير المستغلة حتى الآن، موضح أن أربع شركات طيران خليجية كبرى نقلت خلال العام الماضي ما يقارب 150 مليون راكب، إلا أن 70 مليوناً فقط منهم كانوا من زوار دول المجلس.

هذا يعني وجود فرصة كبيرة لتعزيز الربط بين الوجهات الخليجية وجعلها جزء من تجربة سياحية متكاملة، بحيث يتمكن السائح من التنقل بين العواصم والمدن الخليجية بسهولة ومرونة عبر منظومة تأشيرة موحدة وخطط تنقل متكاملة.

رؤية المملكة 2030 وتوسيع الأفق السياحي

وتطرق الخطيب إلى دور رؤية المملكة 2030 في إعادة تشكيل المشهد السياحي السعودي، مبين أن السعودية تجاوزت بالفعل مستهدفها السابق البالغ 100 مليون زائر سنويا، لتضع هدف جديد يتمثل في الوصول إلى 150 مليون زائر بحلول عام 2030، بواقع 100 مليون من الزوار المحليين و50 مليون من الخارج.

هذا التوسع يعكس الطموح الكبير في جعل المملكة مركز سياحي عالمي يرتبط بدول الخليج الأخرى ضمن منظومة موحدة.

مساهمة السياحة في الاقتصاد الوطني

أوضح الخطيب أن قطاع السياحة بات أحد أسرع القطاعات نمو في المملكة، حيث ارتفعت مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي من 3 في المئة عام 2019 إلى 5 في المئة عام 2024، وتسعى السعودية للوصول إلى المعدل العالمي الذي يبلغ 10 في المئة.

ولفت إلى أن البحرين تمكنت بالفعل من تجاوز هذا المعدل بفضل سياساتها المرنة وتشجيعها للاستثمار السياحي.

استثمارات ضخمة ومشاريع كبرى قيد التنفيذ

أكد الوزير أن حجم الاستثمارات في قطاع السياحة منذ إطلاق الرؤية تجاوز 300 مليار دولار، نصفها ممول من القطاع الخاص الذي يلعب دور مساوي لصندوق الاستثمارات العامة في تمويل وتطوير المشاريع الكبرى مثل مشروع "وسط جدة".

كما أشار إلى أن مشروع البحر الأحمر يشهد تقدم ملموس، حيث من المقرر أن تكون 50 منشأة فندقية ومنتجع جاهزة بالكامل بحلول عام 2030، وقد بدأ تشغيل 12 منها بالفعل.

وأضاف أن مدينة "سيكس فلاغز" الترفيهية ستفتتح في ديسمبر المقبل، ضمن خطة متسارعة لافتتاح وجهات ومواقع جديدة خلال السنوات الخمس القادمة.

تسهيلات إلكترونية وتكامل سياحي إقليمي

وفي إطار التوسع في الخدمات الإلكترونية، أوضح الخطيب أن السعودية وسعت نطاق التأشيرة السياحية لتشمل المقيمين في دول الخليج وعائلاتهم بإجراءات بسيطة لا تستغرق أكثر من دقيقتين عبر المنصات الإلكترونية.

كما دعا زوار العمرة إلى الاستفادة من زيارتهم للمملكة عبر تمديد إقامتهم والانطلاق منها لاستكشاف بقية دول الخليج، بما يعزز مفهوم السياحة المشتركة ويقرب الشعوب الخليجية أكثر من أي وقت مضى.

تأتي هذه الخطوات ضمن توجه استراتيجي لبناء منظومة سياحية خليجية متكاملة، تجعل من المنطقة وجهة عالمية قادرة على المنافسة في سوق السياحة الدولية، مستفيدة من موقعها الجغرافي الفريد وموروثها الثقافي الغني ورؤيتها الاقتصادية الطموحة للمستقبل.