طريق الامير محمد بن سلمان في المدينة المنورة .. طول الطريق والمناطق التي يمر بها وتقاطعه مع طرق 3 ملوك في المدينة

بأمر من خادم الحرمين الشريفين، جرى إطلاق اسم الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على الممر الذي يربط المطار بالمسجد النبوي في المدينة المنورة، وهو طريق استراتيجي يمتد حوالي 13 كيلومتر ويعد من المحاور الحيوية التي تدمج بين الأبعاد التنموية والحضرية.

طريق الامير محمد بن سلمان في المدينة المنورة

ويتقاطع هذا الطريق مع ثلاث طرق رئيسية هي: طريق الملك فيصل (الدائري الأول)، طريق الملك عبدالله (الدائري الثاني)، وطريق الملك خالد (الدائري الثالث).

يمثل هذا المحور الجديد جزء من جهود أمانة المدينة المنورة وهيئة تطوير المنطقة لإعادة تشكيل البنية الحضرية ضمن مشروع أنسنة المدينة، الذي يضم تطوير مسارات المشاة والطرق، وتحسين واجهات المباني، وإعادة تأهيل الأودية التاريخية مثل وادي قناة.

وتشير المصادر الرسمية إلى أن الطريق يربط بين المسجد النبوي ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي مرورًا بمشروع رؤى المدينة، ما يجعله شريان مهما يعكس طموحات النمو الحضري لواحدة من أهم المدن الإسلامية.

مسار الطريق والتقاطعات الحيوية

وفقا للبيان الرسمي الصادر عن وكالة الأنباء السعودية، يمتد طريق الأمير محمد بن سلمان بطول 13 كيلومتر تقريبا، ليشكل طرف مهم في شبكة النقل الداخلية للمدينة المنورة.

يقع هذا الطريق بين المسجد النبوي من جهة ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في الجهة الأخرى، مرور بمنطقة مشروع رؤى المدينة التي تستهدف أن تكون واجهة حضارية أولى للزوار.

يتقاطع الطريق مع عدة محاور رئيسية، أبرزها:

• طريق الملك فيصل (الدائري الأول)، الذي يخدم الحركة حول الحرم الشريف.
• طريق الملك عبدالله (الدائري الثاني)، الذي يربط الأحياء الداخلية بمناطق المدينة.
• طريق الملك خالد (الدائري الثالث)، الذي يغطي المساحات الأطراف ويكمل شبكة الربط الكبرى.

هذه التقاطعات تضمن أن الطريق ليس منفرد بل جزء من شبكة متكاملة تسهل الحركة بين الأحياء والمرافق الأساسية في المدينة، وتخفف من الازدحام على الطرق الفرعية.

المشاريع التطويرية على امتداد المحور

ينفذ على طول الطريق عدد من المشاريع البارزة التي تهدف إلى تحسين جودة المشهد الحضري والوظائف الحضرية، أبرزها:

• أنسنة المدينة
  • يعد مشروع أنسنة المدينة أحد الركائز التي تنفّذ على امتداد الطريق، ويهدف إلى تصميم مسارات للمشاة والدراجات، ارتقاء بالواجهات العمرانية، وزراعة مناطق خضراء.
  • هذه المبادرات تأتي ضمن التوجهات التصميمية لخريطة العِمارَة السعودية، التي تضع جودة الحياة والاستدامة في صميم التنمية.
  • كما يشمل المشروع تحسين الإضاءة الذكية، تنسيق المساحات، وتعزيز الربط بين الطريق والمواقع المحيطة للمشاة وذوي الاحتياجات الخاصة، بهدف جعل المشي والتنقل داخل المدينة أكثر سهولة وجاذبية.
• مشروع التأهيل البيئي لوادي قناة
  • من المشاريع ذات الأبعاد البيئية والتاريخية أيضا إعادة تأهيل وادي قناة، أحد الأودية القديمة في المدينة المنورة.
  • يعد هذا المشروع من المبادرات التي تدمج البعد البيئي مع البعد الحضري، لاستعادة الهوية الطبيعية للمدينة والتخفيف من التأثيرات الشدیدة للبيئة العمرانية على المنظر الطبيعي.
• مشروع رؤى المدينة
  • يمتد الطريق عبر مشروع رؤى المدينة، وهو مشروع ضيافة وتنمية شاسع يتنبأ بأن يكون واحد من أكبر مشاريع الضيافة في العالم.
  • يعد الربط بين المحور والطريق إلى المطار عنصر استراتيجيّ لدعم استقبال الزوار وتسهيل وصولهم من المطار إلى الحرم النبوي عبر مسار حضري منظم ومهيأ.
  • يعد فتح هذا الطريق وتطويره تجسيد للتكامل بين المشاريع التنموية الكبيرة في المدينة المنورة.
  • إذ يعكس التسمية الرسمية والربط هذه الرؤية التي تسعى لرفع كفاءة الحركة وتقليل الفاقد الزمني في التنقل.

من منظور استراتيجي، يوفر الطريق مخرج سريع من المطار إلى الحرم، مما يقلل وقت وصول الزوار، ويخفف الأعباء على الطرق القائمة، كما أنه يعزز من جودة المشهد الحضري ويمنح المدينة واجهة حضارية متقدمة تتماشى مع تطلعات التنمية.

وعلى المستويين المحلي والإقليمي، ينظر إلى هذا الطريق كمثال على كيفية الدمج بين البنية التحتية النقلية والتنمية الحضرية، بحيث لا يصبح الطريق مجرد شريان مروري بل عامل في تحسين جودة الحياة وإظهار الهوية المعمارية والتاريخية للمدينة.

رغم الفوائد الكبيرة، لن يخلو تنفيذ هذا المشروع من تحديات محتملة، مثل:

• التنفيذ الزمني والتنسيق بين الجهات: لضمان تسليم المشروع في الأوقات المحددة، لا بد من تنسيق وثيق بين الأمانة، الهيئة، الجهات المرورية، والمقاولين.
• الصيانة المستدامة: بعد الإنجاز، يجب وضع خطط صيانة دورية للمسارات والواجهات لضمان استمرارية الأداء والجودة.
• إدارة الحركة أثناء التنفيذ: لأن المشروع يمر في مناطق مكتظة، فإن تحويل المسارات المؤقتة وإدارة الحركة أثناء العمل تحتاج إلى تخطيط دقيق لتقليل الإزعاج للسكان والزوار.
• الربط مع المشروعات المحيطة: لضمان أن الطريق يخدم فعليا المناطق المجاورة مثل الأحياء السكنية والمشروعات الفندقية، يجب الربط الجغرافي والمعماري المتكامل في التخطيط.

في المجمل، يعد طريق الأمير محمد بن سلمان مشروع محوري يعكس التحول الحضري في المدينة المنورة، ويعد بآفاق واسعة لتحسين تجربة الزوار وجودة الحياة للمواطنين.

ومع التزام القيادة والجهات التنفيذية، يمكن أن يتحول هذا الطريق إلى نموذج يحتذى به في الدمج بين النقل والتنمية العمرانية المستقبلية.

المصادر

• وكالة الأنباء السعودية — “طريق الأمير محمد بن سلمان محور تنموي يجسّد رؤية شمولية”
• أم القرى — “إطلاق اسم الأمير محمد بن سلمان على طريق المطار بمدينة المنورة”
• صحيفة المدينة — “طريق الأمير محمد بن سلمان محور تنموي في المدينة المنورة”
• هيئة تطوير المدينة المنورة — “أنسنة المدينة” مشروع وتفاصيله